مفاهيم إسلامية
(الأحمدية)
هى حركة دينية ظهرت بإقليم البنجاب بالهند (باكستان حاليا)
فى القرن الثالث عشر الهجرى التاسع عشر الميلادى.
أطلق عليها الأحمدية نسبة إلى مؤسسها ميرزا غلام أحمد ،
ويطلق عليها أيضا القاديانية نسبة إلى قاديان
(وهى قرية تقع بإقليم البنجاب وتبعد بنحو ستين ميلا عن لاهور)
التى ولد فيها مؤسس هذه الحركة فى عام 1252هـ/1839م.
ولأن هذه الحركة ظهرت فى مجتمع إسلامى على يد مسلم
يعدها المؤرخون وعلماء الأديان حركة إسلامية ،
كما أن أتباعها يعتبرون أنفسهم مسلمين ،
إلا أن لجنة كونها شيخ الأزهر برئاسة الشيخ عبد المجيد اللبان
-أول عميد لكلية أصول الدين فى ثلاثينيات القرن العشرين-
قامت ببحث حالة طالبين ينتسبان إلى هذه الجماعة ،
كانا يروجان لمذهبهما فى مصر ، وكان القرار الذى أصدرته هذه اللجنة
ينص بأن القاديانيين كافرون ، كما قضت بفصل الطالبين من الأزهر.
وقد بُنِى الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس
ما ادعاه مؤسسها ميرزا غلام أحمد بأن المسيح لم يرفع ببدنه إلى السماء ،
بل بروحه ، أما بدنه فمدفون فى الهند ، وكان هذا أول رأى خالف فيه
جمهور المسلمين ، ثم ادعى أن روح المسيح قد حلت فيه
فعودة المسيح التى يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول
روح المسيح فى جسده ، كما ادعى أنه المهدى المنتظر ،
فهو مرسل ليجدد أمر الدين الإسلامى فما يقوله هو الحق ،
وليس لأحد أن ينكره ؛ إذ هو يتكلم عن الله تعالى.
لم يكتف بهذا ، بل ادعى أن اللاهوت قد حل فى جسده ،
وأن المعجزات قد ظهرت على يديه ، فهو رسول من عند الله ،
ورسالته لا تتنافى مع كون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين
فهو يفسر خاتم النبيين فى قوله تعالى:
{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}
الأحزاب:40 ،
بأن كل رسول يجئ من بعده يكون بخاتمه وإقراره
ويحيى شرعه ويجدده (حقيقة الوحى ص27 ، التعليم ص15).
ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام أنه:
1- ألغى فريضة الجهاد ، معللا ذلك بأنه قد استنفد أغراضه
فلا داعى إليه بعد أن زالت الفتنة فى الدين (تبليغ الرسالة ص17).
2- عدم جواز صلاة الأحمدى خلف إمام غير أحمدى.
3- الحكم على من لم يؤمن بدعوته بالكفر.
4- عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدى.
وبعد موت ميرزا غلام أحمد فى 1908 خلفه فى رئاسة الحركة
الحكيم نور الدين ، وبعده انقسمت الحركة إلى شعبتين:
الأولى: تزعمها بشير الدين محمود بن غلام أحمد ،
وهى شعبة قاديان وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة
على أفكار ميرزا غلام أحمد وتشددوا فى تنفيذها حرفيا.
الثانية: تزعمها محمد على اللاهورى وهى شعبة لاهور ،
ومن معتقداتهم:
(أ) عدم إنكار إلهامات ميرزا غلام أحمد ، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة ،
وفسروا ما ورد عنه من نصوص فى هذا الصدد بأنها تعبيرات مجازية.
(ب) تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفارا ،
ولكنهم أطلقوا عليهم اسم الفاسقين.
يطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان ، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية ،
ولهما نشاط واسع فى كثير من أقطار الأرض
يتمثل فى بناء المساجد وإنشاء المراكز الثقافية.